السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استدعيت لإدلاء الشهادة بين جدي وعمي الذي شتم وسب، وقال كلامًا فاحشًا.
أنا في حيرة من أمري، فشهادتي قد تثبت ظلم عمي، وبالتالي تترتب عليها مخالفة، وقد تزجه لسجن لمدة شهر أو شهرين حسب القانون، والاحتفاظ بشهادتي قد تسبب لجدي عدم تأسيس قضيته، ولا تؤخذ بعين الاعتبار، وبالتالي ترفض الدعوى، أشيروا عليّ بنصحكم؛ لأن هذه القضية عائلية وحساسة جدًّا جدًّا.
قضيتنا أمام القاضي، والجلسة ستكون يوم (05 يونيو المقبل)، وقد يرفض الشهود من الأهل الاستدعاء، أبونا في حيرة، ماذا يقول لإثبات التهجم والوحشية الذي تعرض لها من طرف ابن خالنا؟
شكرًا على تحملكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - أيها الأخ الحبيب - في استشارات إسلام ويب، نشكر لك - أيها الحبيب - حرصك على بر قراباتك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، ولكن ما دمت قد دُعيت لأداء الشهادة، فالواجب عليك - أيها الحبيب - ألا تمتنع، كما قال الله تعالى: {ولا يأبَ الشهداء إذا ما دُعوا}.
والواجب عليك أيضًا أن تؤدي الشهادة على وجهها كما أمر الله تعالى بقوله: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}، وقد بيّن علماؤنا - رحمهم الله تعالى – في تفسير هذه الآية: أن من القسط الذي أُمرنا به أن نؤدي ما نعلم من الشهادات على أنفسنا، أو على آبائنا وأمهاتنا، أو على أقاربنا.
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله تعالى – في كتابه (فتح القدير) في التفسير، قال: " العدل في شهادتكم على أنفسكم: الإقرار بما عليكم من الحقوق، وأما شهادته على والديه: فبأن يشهد عليهما بحق للغير، وكذلك الشهادة على الأقربين " وذكر الأبوين لوجوب برهما، وكونهما أحب الخلق إليه، ثم ذكر الأقربين لأنهم مظنة المودة والتعصب، فإذا شهدوا على هؤلاء بما عليهم، فالأجنبي من الناس أحرى أن يشهدوا عليه.
هذا معنى الآية الكريمة - أيها الحبيب - وبه تعلم أن الله تعالى أمر بأداء الشهادة على وجهها من غير محاباة لأحد، قريبًا كان أو بعيدًا، غنيًا أو فقيرًا، وسيجعل الله عز وجل لك فرجًا ومخرجًا، وسيدفع عنك ما تتوهمه من بُغض مَنْ عليه الحق، فإن القيام لله تعالى بالحق مدعاة إلى حب الله تعالى، وإذا أحب الله عز وجل إنسانًا وضع له القبول والمحبة في قلوب الخلق، فلا تلتفت لهذه الأوهام، وأدِّ ما عليك.
وابتغ مرضاة الله تعالى، فإذا فعلت رضِيَ الله عنك، وأرضى عنك الخلق، والأمر كما قالت عائشة - رضي الله عنها –: إن من التمس رضا الله بسخط الله رضي عنه وأرضى عنه الخلق، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله تعالى عليه، وأسخط عليه الخلق.
نسأل الله أن يقدر لنا ولك الخير حيث كان.
الكاتب: الشيخ/ أحمد الفودعي
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية